بلاحدود bilahodoud.ma
تنتظر ساكنة مدينة آسفي خلال الأسابيع المقبلة، التدشين الرسمي لأكبر مزهرية خزفية بالمغرب، بعد مرور 9 أشهر على إنجازها بمدخل أهم محاور المدينة، من طرف كبار الحرفيين التقليديين وخريجي مؤسسة التكوين المهني في الخزف.
وكلف إنجاز هذه المزهرية، التي يحمل غطاؤها عبارة “آسفي حضارة وفخار”، حوالي 4000 قطعة زليج من صنف “التبوع”، وهو نوع من الزخرفة الخزفية التي تشتهر به عاصمة عبدة، منذ قرون طويلة، بينما يبلغ علوها 6 أمتار وعرضها مترين.
وقال سعيد شمسي، باحث في علوم الآثار والتراث ومحافظ متحف الخزف بآسفي، إن “تدشين هذه المزهرية يصادف مرور ألف سنة على تواجد صناعة الخزف بمدينة آسفي، وهو ما يؤكد أن “هذه الحرفة ليست وليدة القرن 20، حينما أنشئت بها أول مدرسة عصرية للخزف بالمغرب وإفريقيا”.
وفي هذا الجانب، أوضح سعيد شمسي، أن “صناعة الخزف بمدينة آسفي، تعود لأكثر من ألف سنة، على اعتبار أن الحفريات الأثرية التي أجريت، أبانت أن أقدم قطعة خزفية صنعت بها، تعود لفترة الدولة المرابطية، أي خلال النصف الأول من القرن 11”.
واعتبر سعيد شمسي أن “هذه التحفة الفنية ستساهم في للترويج لمدينة آسفي كوجهة سياحية، بالإضافة إلى جذب مستثمرين للمدينة، على اعتبار أن السياحة الثقافية تعتبر رافعة للتنمية”، مستدلاً بالعديد من النماذج بالجارة الشمالية للمغرب، التي استغلت جميع مكوناتها التراثية خصوصا المتعلقة بالفترة الإسلامية”.
وأضاف، إن إنشاء هذه المزهرية يتماشى مع استراتيجية وزارة الثقافة بخصوص ملف إدراج خزف مدينة آسفي في لائحة اليونيسكو للتراث العالمي، بغية الترويج لفن الصناع التقليديين على المستوى العالمي، وحمايته من السرقة التي أصبحت تطال التراث المغربي”.