بلاحدود bilahodoud.ma
أعلن إدريس لكريني، أستاذ التعليم العالي في كلية الحقوق بجامعة القاضي عياض بمراكش، على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي، عن مناقشة أطروحة هاني دراوشة وهو طالب فلسطيني توفاه الأجل سنة 2023.
وكتب الكريني، أن اللجنة العلمية قررت قبول أطروحة الطالب الفلسطيني الراحل، ومنحته الدكتوراه في الحقوق بميزة مشرف جدا مع التوصية بالنشر.
ووصف الأستاذ الجامعي المبادرة بـ”الإنسانية والراقية”، مبرزا أن” الباحث الفلسطيني الفقيد، والذي لم يمهله القدر ورحل عنا قبل سنة (2023) عندما كانت إجراءات المناقشة على وشك الاكتمال..”.
واعتبر أن مناقشة دكتوراه طالب متوفي التفاتة رمزية من إدارة جامعة القاضي عياض، وكلية الحقوق بمراكش، ومركز دراسات الدكتوراه، ومختبر الدراسات الدستورية وتحليل الأزمات والسياسات، وكذا الأستاذين المشرفين وباقي الأساتذة أعضاء اللجنة العلمية”.
واختتم الكريني تدوينته بالدعاء للطالب الراحل بالرحمة وأن يقبل منه هذا العمل العلمي الذي ستستفيد منه الأجيال القادمة على حد تعبيره.
من جهته نوه الإعلامي المغربي عبد الصمد بنشريف بمناقشة دكتوراه الطالب الراحل، حيث كتب على صفحته:”شهدت كلية الحقوق-جامعة القاضي عياض -مراكش حدثا اختزل وجسد العديد من الدلالات والرموز والمعاني السامية. فقد تمت مناقشة أطروحة الباحث الفلسطيني الفقيد هاني دراوشة الذي لم يمهله القدر، حيث وافاه الاجل المحتوم سنة (2023) عندما كانت إجراءات المناقشة على وشك الاكتمال”.
ونوه مدير قناة المغربية، بهذه الخطوة موضحا أنها ذات الوقع الخاص في السياق الحالي الذي يعيشه الشعب الفلسطيني.
وعبر الإعلامي المغربي عن شكره لكل من ساهم في بلورة هذه الالتفاتة الرمزية وفي المقدمة إدارة جامعة القاضي عياض، وكلية الحقوق بمراكش، ومركز دراسات الدكتوراه، ومختبر الدراسات الدستورية وتحليل الأزمات والسياسات، والأستاذين المشرفين وباقي الأساتذة أعضاء اللجنة العلمية”.
أما عبد الوهاب الرامي، أستاذ التعليم العالي بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، فكان له رأي أخر، حيث كتب في تدوينة مطولة، تحت عنوان: “الجامعة والموتى”،:” في مراكش، تحديدا بكلية الحقوق، تمت مناقشة بحث طالب فلسطيني لنيل درجة الدكتوراه في غيابه وهو بين يدي الله، بعد أن نفض يديه من الدنيا وكل ما فيها من مراتب وشهادات (حقيقية أو مزورة). ناقش المرحوم، عفوا، نوقشت نيابة عنه رسالة دكتوراه لو كان سئل مِن هناك عن رغبته في أن يلتئم الأساتذة دونه لمنحه لقب دكتور (الذي بالمناسبة لم يعد لديه بريق زمان)، لربما كان قال “أنا في شأن آخر، ولم يعد مطمع في مغانم الدنيا، كيفما كانت!”.
واستنتج الرامي أن مناقشة عمل جامعي دون إرادة صاحبه، يعد إكراها لا يقبله المنط، وأن المناقشة تكون بين أعضاء لجنة التحكيم والطالب، لا بين الأساتذة الممتحنين أنفسهم.
وأضاف أن البر بالناس، وذكر الأموات بالخير ولو كانوا أشرارا، والإحسان لكل المخلوقات، قيم حاضرة في المجتمعات الإسلامية كثقافة موروثة يُعمل بها قليلا أو كثيرا، لكن الجامعة تعد من أعتى معاقل بناء العقل الرشيد، ولذلك لا تدرس فيها أشياء كالسحر الأسود، وطلاسم جلب الحبيب، وأوراد الدعاء للميت.
واعتبر أن واقعة مناقشة بحث الطالب الفلسطيني بمراكش بعد وفاته فيها خلط بين حسن النية والعبث الذي قد ينتج عنه، مؤكدا أن :” إرادة الله شاءت أن تفتح لروح الفقيد باب السماء للارتقاء قبل مناقشة بثه لسبب يعلمه البارئ وحده، ومن العبث والخطل الاجتهاد في استحضار روح الفقيد من الآخرة لمناقشة بحث في قاعة من القاعات الباردة للجامعة“.
وشدد المصدر ذاته، على أن مناقشة رسائل الدكتوراه يوم حساب أكاديمي يتم بحضور الطالب المعني ليدافع عن صحيفته، مبرزا أن المناقشات في الجامعة لم تكن أبدا غايتها التكريم أو التأبين، أو الترحم على الأموات وتعداد مناقبهم، بل الاعتراف بالدرجة العلمية، لا أية درجة على سلم التعاطف والانصهار الوجداني.
وختم الرامي تدوينته بالقول إنه يفهم المقصود من البادرة، خاصة في السياق الحالي لمجريات الأحداث، مؤكدا أن الغاية كانت رد الاعتبار لعمل أنجز قد يكون لامعا وكلف الكثير من الجهد المحمود”، وأنه لا يفهم مسوغ الاجتماع واعتبار العمل نوقش دون أهم الأركان المادية للمناقشة والمتمثل في حضور الطالب المعني عينا.
وأضاف كان يمكن تكريم عمل المرحوم بطريقة أكثر احتراما لمقومات الجامعة عبر نشره ببادرة من الجامعة نفسها إذا توفرت فيه طبعا شروط النشر العلمية، لأن “الجامعة ليست مكانا للإحسان“.