بلاحدود bilahodoud.ma
أجرى الفريق أول محمد بريظ، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية قائد المنطقة الجنوبية، أمس الثلاثاء، مباحثات مع الفريق الأول الركن فياض بن حامد الرويلي، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة السعودية، الذي يجري زيارة عمل إلى المغرب على رأس وفد عسكري رفيع المستوى، همت تطوير وتعزيز التعاون العسكري بين البلدين، حسب ما أفاد به بلاغ للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية.
وبالإضافة إلى العلاقات التاريخية والأخوية التي تجمعمها، والمتجسدة أساسا في تطابق وجهات نظرهما تجاه عدد من الملفات والقضايا، والتزام كل طرف منهما بالدفاع عن المصالح القومية للآخر في المحافل الدولية، فإن الرياض والرباط تجمعهما علاقات تعاون وتنسيق عسكري يترجم قوتها تبادل الزيارات بين المسؤولين العسكريين على أعلى المستويات، ومشاركة قواتهما المسلحة في العديد من المناورات والمبادرات الإقليمية والدولية التي تروم تعزيز الأمن والاستقرار، ومواجهة مختلف التهديدات التي يشهدها فضاؤهما المشترك.
في هذا الإطار، قال عبد الرحمان مكاوي، خبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية، إن “التعاون العسكري المغربي السعودي، تعاون قديم جديد يشمل عدة مجالات ذات طابع إستراتيجي بالنسبة للبلدين، خاصة ما يتعلق بالتكوين والتدريب العسكري والتصنيع الدفاعي”، مضيفا أن “الرباط حليف وشريك عسكري إستراتيجي للرياض، سواء في إطار ثنائي أو في إطار المنظمات الإقليمية”.
وأكد المكاوي، أن “التبادل العسكري الثنائي بين البلدين مر بعدة مراحل أساسية، منها مشاركة المملكة المغربية في التحالف العربي ضد التمدد الشيعي في اليمن، والتحالف الإسلامي لمحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي في سوريا والعراق”، مسجلا أن “هذا التعاون يُترجم أيضا في انخراط المملكة العربية السعودية ومشاركتها في المجهود الذي يقوم به المغرب لتوطين الصناعات العسكرية على المستوى المحلي”.
وأشار الخبير ذاته، إلى أن “أسس التعاون العسكري بين البلدين الشقيقين مؤطرة بموجب الاتفاق الموقع بين المملكتين سنة 2015، الذي يغطي عدة مجالات، بما فيها التصنيع الحربي”، مشددا في الوقت ذاته على أن “هناك عدة استثمارات سعودية في مجال الصناعات الدفاعية الوليدة بالمغرب، التي ستعرف نقلة نوعية في المستقبل القريب، خاصة في ميدان تكنولوجيا الفضاء وصناعة الطيران المسير”.
وخلص المتحدث إلى أن “الرياض والرباط تواجهان المخاطر والتحديات الأمنية نفسها، خاصة ما يتعلق بتنامي الأنشطة الإرهابية في عدد من المجالات القريبة جغرافيا من التراب الوطني للبلدين، ثم التمدد الإيراني في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ما يتطلب منهما تعزيز تعاونهما وتنسيقهما العسكري المشترك لمواجهة كل هذه التحديات”.