بقلم ابراهيم الإنتصار ـ بلاحدود

جاء الضيف الغير مرغوب فيه، ليجعل أكثر من 7 ملايير من البشر في حيرة من أمرهم، يبحثون عن الخطأ الذي ارتكبوه ليواصلوا طريقهم، وأين هي هذه الطريق لنواصلها، فحتى هذه الأخيرة قد أضعناها، وبالعامية (لقد داخت لنا الحلوفة).
نفعل نفس الأشياء، ونرتكب نفس الأخطاء، ونأسف لها لاحقا، ومع مرور الوقت، نقسم اليمين بالكف عن ذلك، ونظن أننا سنفعل ذلك بإخلاص، وننسى ونعود بحماقة لارتكاب نفس الأخطاء.
نريد من يرشدنا لنعرف أخطأنا، ونبحث عن من يدلنا عليها، لنكتشف أن كل ماحولنا هو نتاج أخطائِنا.
جاء الضيف الغير مرغوب فيه، لنعترف جميعنا بأننا في مكان خطأٍ ما وزمان خطأٍ ما، بل وفي أمكنة ما وأزمنة ما كلها خطأ، اكتشفنا أننا أخطأنا التقدير، وفشلنا في الاختبار وخرجنا عن المنهج.
_ فلا سبايدرمان، ولابطمان، ولاحتى أيرونمان، ولا كل الأبطال الخارقين للأفلام، كانوا أبطالا موجودين لإنقاذنا من هذا الضيف الغازي للكون، ويحضرون المصل في اللحظة الأخيرة، بل فقط يضحكون على الدقون.
_ ولا المال والثروة حمت الأغنياء من المرض، بل وضعهم جنباً إلى جنبٍ مع إخوتهم الفقراء.
_ الذهب الأصفر والبلاتين والذهب الأسود لا قيمة لهم بدون استهلاك.
_ المغنيون والرياضيون لا أهمية لهم، ولايستحقون مداخيلهم من المال، وأنهم مجرد وسائل للتسلية.
_ يمكن للدولة أن تواصل الوجود دون برلمانيين، وكثرة الوزراء…، ولكن بأطباء َممرضين أكثر، ممكن أن تكون أكثر كفاءة.
_ يمكن للناس الصلاة في العراء، ولكن لا يمكنهم التطبيب دون مستشفيات.
_ ويمكن للدولة الاستمرار دون رياضيين، ودون ممثلين، ومغنيين، بل وحتى دون برلمانيين، ولكن لا يمكن لها البقاء درن أطباء ولا ممرضين.
_ العالم المتقدم أظهر أنه أضعف مما كنا نتصور رغم أسلحته وتكنولوجياته، وبالتالي تقديراتنا خاطئة حول معايير تقدير القوة.
_ وأن السحرة والرقاة والقسيسين، لا نفع و لا قوة خفية لهم.
_ إكتشفنا أن التضامن مهم.
_ وأن الطب والتمريض أهم.
_ وأن البحث العلمي ضرورة.
_ وأن الكمامات أصبحت معيارا للتقدم،
_وأن الاعتماد على النفس والتصنيع المحلي ممكن، فقط علينا الثقة في أنفسنا واطلاق العنان للمبادرات.
_ وأن الكماليات لا أهمية لها.
_ إكتشفنا أن الجلوس بالبيت ليس بالسوء الذي كنا نظن أنه عليه.
_ وأن العالم بدون بشر، هو عالم بدون جريمة ولا حروب، دون تلوث بل وحتى دون صخب لا كراهية.. لا جدال.
_ وأن الطبيعة والكرة الأرضية افأضل دون الإنسان.
_ وأن الحيوانات أصبحت أكثر راحة وغبطة، وأكثر إنطلاقا وحرية.
_ وأن الكون لا يحتاجنا لمواصلة المسير والحياة.
_ إكتشفنا إن عدم وجودنا أحسن من وجودنا.
_ وأن التعود على الحياة الصحية والنظافة ليست بالأمر الصعب.
_ إكتشفنا أننا يمكن أن نعيش بدون ماكدونالدز، ودون كنتاكي، ودون الكوكاكولا، ويمكننا التمتع بمأكل البيت.
_ إكتشفنا أننا يمكن أن نستغني عن التمتع بزيارة المتاحف في باريس وروما، وعن السفر لاسقاع العالم، و نرجو بدل ذلك فقط فرصة للاستحمام في الحمام الشعبي، أو فقط الظفر بخمس دقائق عند الحلاق.
_ إكتشفنا أن الحياة وأن العلاقات الإنسانية، يمكن أن تدوم دون سلام بالأيدي ودون عناق و حتى دون قُبل.
_ وأن الشوق والحنان ماهي إلا مشاعر نسبية تغيب تحت ضغط الأقوى.
_ إكتشفنا أن الحياة بدون سيارة عادية، وأنها غير ضرورية بالقدر الذي كنا نظنه.
_ وأن الإعلام ملئ بالكلام والصور الفارغة.
_ وأن الحياة ضعيفة وهشة، وعلينا التعامل معها بحيطة وحذر، وعدم أخد مساراتها مأخد الجد.
_ إكتشفنا أن الشرطة والجيش والدولة والسياسيون أكثر وطنية مما نظن، وأنهم يحبون الشعب أكثر مما كنا نعتقد.
_ إكتشفنا أن موظفي الصحة يستحقون كل الثناء وأُجورا أفضل.
فأين الخطأ الكبير بعد كل هذا.. !؟؟؟
أصبحنا نحلم بحياة ننام فيها ونعيش بحكمة، ونحن ندرك أننا مدينون للأطباء والممرضين بالسهر على صحتنا ؛ ومع مرور الوقت، أصبحنا نقسم باليمين بتغيير كل شيء في حياتنا، أصبحنا نعترف أننا أضعنا وقتنا، وأن حياتنا كلها خطأ كبير، وأننا لا نملك شيئاً لبعضنا البعض.
لنعرف ونعترف أننا مجرد كائنات صغيرة ضعيفة غير ضرورية، لاحول لها ولاقوة، ولا يتوقف الوجود عليها،
فأين هو الخطأ الكبير بعد كل هذا………..!!!!!!!؟