بلاحدود bilahodoud.ma
في موقف صريح لدولة مالي، انتقد وزير الدولة، وزير الإدارة الترابية واللامركزية والناطق الرسمي باسم الحكومة في مالي، العقيد عبد الله مايغا، ما وصفه بالتدخل غير المقبول للجزائر في شؤون بلاده، وقال إنه لا يوجد من يحب مالي أكثر من الماليين أنفسهم.
واستغل الوزير المالي مداخلته أمام الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة لتوجيه انتقادات حادة للجزائر، مذكرًا بسيادة مالي وتصميمها على الدفاع عن سلامة أراضيها في مواجهة التدخلات الخارجية.
وأشار المتحدث ضمن كلمته إلى تصريحات مسؤولين جزائريين، معتبرًا إياها مسيئة لبلاده، ومن بين هؤلاء، وزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، الذي أعلن في 31 يوليو 2024 أن “الأزمة المالية لا يمكن حلها إلا بالسبل السياسية”، مع إصراره على أهمية اتفاق الجزائر.
ووصف العقيد مايغا هذا التصريح بالخطير، مؤكدًا في الوقت نفسه على أن بلاده ذات سيادة وأن الاتفاق الذي يشير إليه الوزير عطاف أنهته مالي رسميًا في يناير 2024 ويعتبره الماليون من الماضي.
وانتقد المسؤول المالي ذاته السفير الجزائري لدى الأمم المتحدة، الذي ادعى في غشت 2024 أن غارة بطائرة بدون طيار في شمال مالي تسببت في سقوط ضحايا من المدنيين، ملمحًا إلى أن المسؤولين عن هذه الضربة كانوا يعملون دون سيطرة. ورفض العقيد مايغا هذه الاتهامات، ووصفها بأنها “تشهيرية”.
وقال إن مشغلي الطائرات بدون طيار الماليين “مؤهلون تأهيلاً عاليًا ويحترمون المعايير الدولية”. وأشار أيضًا إلى أن هذه الضربات استهدفت الجماعات الإرهابية وليس المدنيين، وأن قوات الدفاع والأمن المالية كانت قادرة على إدارة هذه العمليات دون تدخل خارجي.
وشدد على أن مالي، باعتبارها دولة ذات سيادة، لها الحق في تحديد طريقها لضمان استقرار وأمن أراضيها. وأضاف أن “مالي لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي محاولة لتقويض سيادتها”، محذرًا من أن أي إجراء ضد البلاد ستتبعه أعمال انتقامية.
وكعادتها، أطلق النظام الجزائري عنان أبواقه للهجوم على مالي ومسؤوليها، حيث اعتبرت صحيفة “الخبر”، المقربة من النظام العسكري، أن المتحدث باسم الحكومة المالية، عبد الله مايغا، وهو يلقي خطابه “الرديء” المكتوب بحبر القذارة والخساسة، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، يسب الصداقة الكبيرة والأخوة العظيمة التي تجمع الشعبين الجزائري والمالي.
وأضافت صحيفة النظام الجزائري، أن مايغا لم يجد في خطابه أمام قادة العالم في الجمعية العامة الأممية المنعقدة في نيويورك إلا الجزائر، فراح يتهجم عليها، بل ونزل بمستوى الخطاب إلى الأسفل عندما راح يتحدث عن “سادته” وزير خارجية الجمهورية الجزائرية وممثلها الدائم في الهيئة الأممية، ويظهر “جوعه” و”تعطشه” للسلطة عندما تحدث عن “الشخشوخة والشوربة”.
كما تناسى وتحاشى الحديث عن موافقة سلطات بلده الانقلابيين على تواجد “مرتزقة” في مالي، واستباحة أراضيه من طرف “تجار الدم”، وفق تعبير المصدر.
وجاء في الصحيفة أيضًا: “ولم يكن خطاب القمامة والقذارة الذي ألقاه الانقلابي عبد الله مايغا في الأمم المتحدة إلا سانحة ليكشف للعالم الوجه الحقيقي الذي يحكم الآن الشعب المالي.. بلد يحكمه “مراهقون” انقلابيون، اعتقدوا للحظة أنهم، بمثل هذه الخطابات، يحفظون لبلدهم سيادته، ولشعبهم الرفاهية والكرامة، حتى أن القادة الحاضرين في قاعة المناقشة العامة في الهيئة الأممية انزعجوا كثيرًا من المستوى المنحط والكلمات القذرة التي خاطب بها مسؤولي العالم، بينما كان يجلب، بكل أسف، العار والخزي لشعبه”.
وقالت “الخبر” إن هذه السلوكيات غير العقلانية التي تصدر عن قادة في مالي، أخطرها وأقذرها خطاب عبد الله مايغا في نيويورك، تعمل على تدمير كل ما بناه سابقوه من قادة دولة مالي، وإغراق الشعب المالي في المشاكل والعنف والانقسامات.