بلاحدود bilahodoud.ma
أكد أحمد ناصر الريسي، رئيس المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الأنتربول)، أن المغرب أثبت قدرته على مواجهة التحديات الأمنية المتصاعدة وترسيخ دعائم الأمن الاستقرار.
وأبرز الريسي، في كلمة له خلال الحفل الرسمي لانطلاق الأبواب المفتوحة للأمن الوطني بالجديدة، مساء اليوم الجمعة 16 ماي الجاري، أن “المملكة المغربية بقيادتها الرشيدة ومؤسساتها الأمنية الكفؤ، أثبتت قدرتها على مواجهة التحديات الأمنية المتصاعدة وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار، حيث يعد الأمن الوطني الركيزة الأساسية لأي مجتمع ينشد التنمية والازدهار”.
وأشارت رئيس “الأنتربول”، أن هذا الأمر “جسدته المملكة من خلال منظومة أمنية متطورة تراعي في أدائها الكفاءة والاحترافية واحترام حقوق الإنسان”، مبرزا أن “هذا الاحتفال السنوي يجسد مناسبة للاعتزاز بما حققته أجهزة الأمن الوطني من إنجازات نوعية، تكريمًا للجهود والتضحيات التي يبذلها رجال ونساء الأمن من أجل حماية الوطن وصون مكتسباته، كما يعبر عن وفاء الشعب المغربي لهذه المؤسسة الوطنية العريقة ويعزز من روح الانتماء والوحدة الوطنية”.
وذكر المتحدث ذاته أن “المملكة المغربية تعد عضوًا فاعلًا في منظمة الإنتربول منذ قرابة سبعة عقود، وكان لها دور محوري في دعم العديد من المشاريع والمبادرات الأمنية العالمية، وساهمت جهودها في تعزيز آليات التعاون الشرطي الدولي لا سيما في مجالات مكافحة شبكات تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر والمخدرات والتصدي للإرهاب والجريمة المنظمة”.
وفي هذا السياق، اعتبر الريسي أن “اختيار والي الأمن محمد الدخيسي كنائب لرئيس الإنتربول عن قارة إفريقيا، يعكس الثقة الدولية المتزايدة بكفاءة رجال الأمن في المملكة، ويؤكد المكانة المرموقة التي أصبحت تحتلها الأجهزة الأمنية المغربية على الساحة العالمية”.
وأضاف: “لمست شخصيًا منذ وصولي إلى المغرب حجم الجهود المبذولة والاستعدادات الحثيثة لاستضافة الدورة الثالثة والتسعين للجمعية العامة للإنتربول في مدينة مراكش، وهذا الحدث الدولي الكبير يعد تتويجًا لمسيرة تطوير طويلة تشهدها الأمن الوطني المغربية، ارتكزت على التحديث والإصلاح والتأهيل المستمر، حتى أصبحت المملكة قادرة بجدارة على استضافة فعاليات أمنية عالمية بهذا المستوى”.
“ويأتي اختيار المملكة المغربية لاستضافة هذا الاجتماع، يضيف رئيس “الأنتربول”، كدليل إضافي على ثقة المجتمع الدولي في منظومتها الأمنية وتقديرا لالتزامها الراسخ بالتعاون الأمني الدولي، كما يعكس قدرتها التنظيمية واللوجستية ويبرهن على الاستقرار الذي تنعم به تحت قيادة الملك محمد السادس”.
وأشار إلى أن “هذه الدورة المرتقبة من اجتماعات الجمعية العامة ستكون استثنائية بكل المقاييس، سواء من حيث حجم المشاركة أو مستوى التمثيل، حيث ستشهد حضورًا رفيع المستوى من كبار المسؤولين وصناع القرار الأمني من مختلف أنحاء العالم لمناقشة التحديات الأمنية المشتركة وتعزيز آليات التعاون والتنسيق الدولي. وخلال الاجتماع سيتم اعتماد الإطار الاستراتيجي الجديد لمنظمة الإنتربول للسنوات الخمس القادمة، والذي سيرسم خريطة طريق واضحة لتحقيق الأهداف المستقبلية للمنظمة”.
وقال الريسي إننا “نعيش اليوم في عالم مترابط يتسم بتسارع التحديات وتطور طبيعة الجريمة، وهو ما يفرض علينا تبني حلول مبتكرة وتوظيف التكنولوجيا الحديثة بالشكل الأمثل لمواكبة هذا الواقع”. مشيرا في هذا الإطار، إلى أن أن منظمة الإنتربول تواصل تقديم الدعم الكامل للدول الأعضاء لتعزيز قدراتها الأمنية ومواكبة التهديدات المتغيرة، لا سيما في ظل توسع شبكات الجريمة المنظمة وأساليبها المعقدة”.
ومن أبرز الخطوات التي نعتز بها، يضيف الريسي، توقيع اتفاقية المقر مع المملكة العربية السعودية لإنشاء مكتب إقليمي للمنظمة في الرياض، وهو الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والأكبر على مستوى العالم، وسيكون لهذا المكتب دور محوري في دعم العمليات الأمنية الإقليمية وتنسيق الجهود وتبادل المعلومات والخبرات مع مختلف دول المنطقة بما فيها المملكة المغربية”، وفق تعبيره.