بلاحدود bilahodoud.ma
عادت سلسلة ندوات “خميس الحكامة المحلية” لتقييم واقع التنمية في جهة الدار البيضاء- سطات، بعد غياب دام لأكثر من عشر سنوات، منذ عهد العمدة السابق.
وفي ندوة تحت شعار “الجماعات الترابية ورهانات التنمية المحلية في أفق 2030″، اجتمع عدد من المسؤولين البارزين، من بينهم نبيلة الرميلي، عمدة الدار البيضاء، وعبد اللطيف معزوز، رئيس الجهة، لمناقشة أبرز التحديات التي تواجه الجهة، مثل التلوث، البطالة، والفوارق المجالية، في وقت حساس تستعد فيه المنطقة لاستضافة كأس العالم 2030.
وفي مداخلته، أكد عبد اللطيف معزوز، أن الحكامة تتجاوز كونها مجرد استجابة للواقع، لتصبح أداة أساسية في توجيه التنمية.
وأوضح أن مدينة الدار البيضاء تواجه ثلاث تحديات رئيسية: التلوث، ندرة المياه، والبطالة، مشيرًا إلى أن الدار البيضاء تعتبر الجهة الأكثر تلوثًا والأعلى في معدلات البطالة على مستوى المغرب، مشددا على أن أن هذا الواقع يتطلب تبني مقاربة شمولية ومتجددة لتحقيق التنمية المستدامة.
كما أشار معزوز، إلى أن استضافة كأس العالم 2030، دفعت الجهة إلى إجراء تحديثات جذرية في المخططات التنموية التي وضعتها منذ 2021.
كاشفا في هذا السياق، أنه تم تخصيص مبلغ 6 مليارات درهم لتأهيل البنية التحتية، بما في ذلك تحسين الملاعب، شبكة الطرق، والفنادق وفقًا للمعايير العالمية التي حددها الاتحاد الدولي لكرة القدم.
من جهتها، أكدت نبيلة الرميلي أن الحكامة تتطلب استمرارية، موضحة أن المجلس الحالي يُكمل ما بدأته المجالس السابقة.
وأشارت إلى أن المخطط التنموي الذي أطلقه الملك محمد السادس في 2014، كان نقطة انطلاق هامة لتحقيق التنمية في الدار البيضاء، مبرزة أن المدينة تواجه تحديات كبيرة نتيجة الكثافة السكانية العالية والجغرافيا المعقدة، مما يتطلب جهودًا مضاعفة لتأهيلها.
الرميلي أضافت، أن المدينة اليوم تتمتع بمجالس منتخبة تعمل بتناسق وتناغم، ولديها رؤية واضحة لتحويل الدار البيضاء إلى مدينة عالمية على غرار نيويورك وباريس.
كما شددت الرميلي على أهمية التعاون بين المجالس الثلاثة في نجاح المشاريع التنموية، موجهة في هذا السياق الضوء على الأحداث الرياضية الكبرى مثل كأس الأمم الأفريقية وكأس العالم، التي تشكل محفزات قوية لدفع عجلة التنمية في المدينة.
وأضافت الرميلي، أن نجاح الجهة يتوقف على تماسك الأطراف السياسية، حيث يتم تبني النجاح الجماعي دون نسبه إلى طرف معين، مؤكدة أن المجلس يواصل العمل على إنشاء المزيد من المساحات الخضراء بهدف ضمان وجود منتزه بيئي في كل جماعة.