بلاحدود bilahodoud.ma
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الثلاثاء 21 يناير الجاري، عن استثمار القطاع الخاص ما يصل إلى 500 مليار دولار لتمويل البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
تخطط “أوبن إيه.آي” و”سوفت بنك” و”أوراكل” لمشروع مشترك مقره تكساس يسمى “ستارغيت”، وتعهدت بأن تستثمر فيه 100 مليار دولار في البداية، ثم ما يصل إلى 500 مليار على مدى السنوات الأربع المقبلة.
انضم رئيس” بنك التنفيذي ماسايوشي سون ونظيراه في “أوبن إيه.آي” سام ألتمان وفي “أوراكل” لاري إليسون إلى ترامب في البيت الأبيض لإطلاق المشروع، نقلاً عن وكالة “رويترز”.
يأتي الإعلان في ثاني أيام ترامب في منصبه بعد التراجع عن الأمر التنفيذي الذي أصدره سلفه جو بايدن بشأن الذكاء الاصطناعي، وكان يهدف إلى تقليل المخاطر التي يفرضها على المستهلكين والعمال والأمن القومي.
ويتطلب الذكاء الاصطناعي قوة حوسبة هائلة، مما يزيد الطلب على مراكز البيانات المتخصصة التي تمكن شركات التكنولوجيا من ربط آلاف الرقائق معا في مجموعات.
وقال ترامب: “يتعين عليهم إنتاج الكثير من الكهرباء، وسنجعل من الممكن لهم إنجاز هذا الإنتاج بسهولة بالغة في مصانعهم الخاصة إذا أرادوا”.
وقالت شركة “نورث أميركان إلكتريك ريليابل كوربوريشن” في ديسمبر/كانون الأول، إنه مع ارتفاع استهلاك الطاقة في الولايات المتحدة من مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي وكهربة المباني ووسائل النقل، فإن نحو نصف البلاد معرض لخطر متزايد من نقص إمدادات الطاقة في العقد المقبل. ووعد ترامب عندما كان مرشحا في 2016 بتقديم مشروع قانون للبنية التحتية قيمته تريليون دولار إلى الكونغرس لكنه لم يفعل.
وتحدث عن الموضوع كثيرا خلال ولايته الرئاسية الأولى من 2017 إلى2021، لكنه لم يقدم أي استثمار كبير.
وقفزت أسهم “أوراكل” 7% مع ورود أنباء أولية عن المشروع في وقت سابق من اليوم. كما ارتفعت أسهم “إنفيديا” و”أرم هولدينغز” و”ديل”.
ولم يتضح بعد ما إذا كان الإعلان تحديثا لمشروع سبق الحديث عنه.
ففي مارس/آذار 2024، أفاد موقع ذا إنفورميشن الإخباري المتخصص في التكنولوجيا، أن “أوبن إيه.آي” و”مايكروسوفت” تعملان على خطط لمشروع مركز بيانات كلفته 100 مليار دولار والذي من المقرر أن يشمل حاسوبا فائقا يعمل بالذكاء الاصطناعي يسمى أيضا ستارجيت، ومن المقرر إطلاقه في 2028.
وارتفع الاستثمار في الذكاء الاصطناعي منذ أن أطلقت “أوبن إيه.آي” تطبيق “تشات جي.بي.تي” في 2022، إذ تسعى الشركات في مختلف القطاعات إلى دمج تلك التقنية في منتجاتها وخدماتها.
وقال المدير التنفيذي لشركة بالميرا، جمال المحاميد، إن الاستثمار الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنحو 500 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي، يبدو أنه مرتبط بما سبق أن أعلنه رئيس مجموعة سوفت بنك مع الرئيس الأميركي عن استثمار بقيمة 100 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي، ولكن يبدو أن الصفقة زادت.
وقال المحاميد في مقابلة مع “العربية Business”، إن المبادرة قيمتها كبيرة جدا للولايات المتحدة الأميركية لتأكيد ريادتها في الذكاء الصناعي، لأنه صار سباقا وأميركا في المرتبة الأولى بمراكز البيانات وتتبعها دول أخرى في عدد مراكز البيانات مثل ألمانيا ألمانيا وبريطانيا والصين ثم تأتي اليابان.
أوضح أنه بالنظر إلى عدد الخوادم الموجودة في مراكز البيانات التي تعطي القدرة الاستيعابية لهذه المراكز البيانات، فإن أميركا لديها نحو 30 مليون خادم أو “سيرفر” بيانات بينما الصين لديها 15 مليون، وهي تقريباً نصف الولايات المتحدة، لكن هي الأقرب بالمقارنة مع الأخرى مثل ألمانيا واليابان و المملكة المتحدة ولدى كل منها ما بين 3 و 4 مليون “سيرفر” في مراكز البيانات.
من جانبه، أرجع المدير التنفيذي لشركة أوبتوماتيكا، الدكتور محمد البلتاجي، مشروع “ستارغيت” إلى المنافسة الكبيرة بين أميركا والصين في الذكاء الاصطناعي مع وصول الصين إلى نماذج متقدمة.
وأضاف في مقابلة مع “العربية Business”، أن ذلك جعل الولايات المتحدة تسعى إلى السيطرة على سوق الذكاء الاصطناعي، وألا يكون للصين السبق في هذا المجال.