بلاحدود bilahodoud.ma
أعلنت حركة “جيل Z” عن قرار مفاجئ يقضي بتعليق جميع الأشكال الاحتجاجية التي كانت مقررة يوم الجمعة 10 أكتوبر 2025، الذي يتزامن مع موعد إلقاء جلالة الملك محمد السادس للخطاب السامي بمناسبة افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان.
وقد أوضحت الحركة، في بلاغ رسمي لها، أن هذا القرار نابع من دوافع وطنية عميقة، مؤكدةً على أن التأجيل يأتي “احتراماً لمقام صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، وتقديراً لرمزية خطابه السامي بمناسبة افتتاح الدورة البرلمانية”.
ويُعد هذا التعليق بمثابة خطوة تكتيكية تعكس وعي الحركة بالسياق الوطني وأهمية المناسبات الدستورية، فبدلاً من التصعيد في يوم ذي رمزية عالية، اختارت “جيل Z” لغة الاحترام والمسؤولية الوطنية.
وأكدت الحركة في بلاغها على أن قرارها الجديد ينطلق “من منطلق المسؤولية الوطنية، وتشبثنا بثوابت الأمة ومؤسساتها الدستورية”.
وشددت على أن بوصلتها الأساسية نحو تحقيق مطالبها المشروعة تكمن في “إيماننا الراسخ بأن الحوار الهادئ والبناء هو السبيل الأمثل لتحقيق المطالب المشروعة وترسيخ قيم العدالة والكرامة في وطننا العزيز”.
يأتي قرار التعليق ليضع حداً مؤقتاً لمسار كان قد أثار الجدل حول توقيت الاحتجاجات، فكانت الدعوات السابقة للتظاهر في هذا اليوم قد رُبطت مباشرة بأهمية التاريخ السياسي، إلا أن “جيل زد” فضلت تغليب كفة الاحترام المؤسساتي على الاندفاع الاحتجاجي المباشر.
إن تبني الحركة لمسار الحوار البناء، وتأكيدها على التشبث بالثوابت والمؤسسات الدستورية، يعكس نضجاً في التعامل مع الملفات المطلبية، وإدراكاً بأن المسار السلمي والمسؤول هو الأقدر على تحقيق الأهداف طويلة الأمد.
وعليه، فإن تأجيل الاحتجاج لا يُعد تراجعاً عن المطالب بقدر ما هو تغيير في استراتيجية التعبير، حيث تهدف الحركة إلى إيصال صوتها في توقيت لا يتقاطع مع رمزية الخطاب الملكي ومناسبة افتتاح المؤسسة التشريعية.